الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

ذئاب صبورة

ليست المشكلة في من فقدت، فسيجعل له النسيان مكاناً على رف الذاكرة يتراكم عليه غبار الأيام يوم بعد اخر حتى يختفي تماماً.
المعضلة الحقيقية في ذاك النصف حاضر الذين يرفض الغياب و يرفض العودة، لا يقف معك و ليس خلفك، هو أمامك تماماً، لكنه ببساطة يعطيك ظهره، لن يسمح لك ان تتخطاه، ولن يهتم لحجم الألم الذي يسببه بالتخلي عنك، مرة بعد أخرى، هو معك لكن بطريقة مختلفة، سيلتفت إليك حين تعطيه انت ظهرك  وتقرر المضي في اتجاه اخر، حينها سيسألك ان كان بإمكانه العودة، فتعود ليغيب من جديد، سيذكرك بغيابه كلما تسنت له فرصة، و يحرص على ان تبقى خلفه، بإنتظاره ، يلتفت إليك متى أراد، يستفزك بحديثه عن الحنين والشوق! ليبقى غيابه عنك اليما موجعا لاشفاء منه، سيذكرك بخذلانه لك بشعور كاذب بالذنب، سيعتذر دون اعتذار، شخص كهذا ربما يمتلك شيء من سادية تعذيب المشاعر ليسعد بالعذاب الذي يسببه للآخرين، فيه من الأنانية ما يعطيه الحق ليحافظ على مكانته داخلك ويرفض ان يكون لك مكان في حياته، له القدرة على ان يقتحم حياتك بالأكاذيب ويصر على ان يكون جزءا منك، ثم يرحل دون عذر او مبرر، قرر يوما ان يختفي، ليستمتع عن بعد بكل ما تشعر به من الفقد و الألم.
تلك "الذئاب الصبورة" توقعك فريسة لمزاجيتها، تلبسك خيوط الاهتمام  و تحركك من بعيد، كدمية.
 تتلاعب بك بكلمة تتراقص فرحاً لها رغم انها لا تعنيك لكنك تصر على انها كذلك،، لأن فيك من الكبر ما يجعلك ترفض ان تعترف بأنك كنت ساذجا،كدمية، لا اعرف انشفق عليها ام على أنفسنا حين نقع فريسة لها؟؟ قد يمر بعضنا بتجارب كتلك و يخزنها على رف الذاكرة،
لكن ليحرص على ان يخزنها كدرس لا يسمح للنسيان ان يلقي عليه ذرة تراب واحدة، و عليه ان يعي بأن المشاعر الصادقة دليل على نقاء جوهره و إن خُذِل، فليس الجميع ذئاب، و إن هناك من تحلى بالصبر لا لأجل الإيقاع بك والتخلي عنك لاحقا، بل لأن فيه من النقاء ما يحمله جوهرك،،ادر ظهرك لمن أدار وجهه عنك، اشح بوجهك عنه و التفت الا من يقف معك ويساندك.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق